JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

خطبة الجمعة 22 نوفمبر 2024م - 20 جمادى الأولى 1446 هـ

خطبة الجمعة 22 نوفمبر 2024م - 20 جمادى الأولى 1446 هـ

Anas


خطبة الجمعة: أنت عند الله غالٍ


الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصره بتقوى الله، فتقوى الله فوز لنا في الدنيا والآخرة.

أيها الأحبة في الله، حديثنا في هذه الخطبة عن موضوع عظيم، يتعلق بذات الإنسان وكرامته عند الله عز وجل، موضوعٌ ينبعث منه الأمل والطمأنينة في قلب المسلم، ويبعث على التفاؤل والإيجابية في الحياة، ألا وهو: "أنت عند الله غالٍ."

أولاً: عظمة الإنسان في نظر الله تعالى

أيها المسلمون، إن الله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان وفضّله على سائر مخلوقاته. قال تعالى في كتابه الكريم: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" [الإسراء: 70].

لقد كرّمنا الله عز وجل بأن جعلنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم، وأعلى البشر منزلة. وإن هذا التكريم من الله يقتضي منا أن ندرك قيمتنا الحقيقية، وأن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يحب عباده المؤمنين ويعزهم، ويغفر لهم ويرشدهم.

ثانيًا: قيمة الإنسان عند الله في العمل الصالح

إن قيمة الإنسان عند الله لا تقاس بما يملك من مال أو منصب، بل بما يقدم من عمل صالح. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم).

فالإنسان عند الله غالٍ إذا كان قلبه صافياً ونية صادقة لله عز وجل، فإذا اجتهد في طاعته، وابتعد عن معاصيه، وأخلص في عمله، فالله سبحانه وتعالى سيكرمه ويجعله من أهل الجنة.

ثالثًا: ابتلاءات الحياة وأنت غالٍ عند الله

أيها الأحبة، قد يواجه الإنسان في حياته ابتلاءات وفتن، ولكن يجب أن يعلم أن هذه الابتلاءات ليست دليلاً على تقليل قيمته عند الله. بل إن الله عز وجل يبتلي عباده المؤمنين ليختبر صبرهم وإيمانهم. قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" [البقرة: 155].

الابتلاءات ترفع من درجات المؤمن، وتزيده قرباً من الله. والإنسان الذي يواجه تلك الابتلاءات بصبر، ويحتسب أجره عند الله، فإن الله لا يضيع أجره، بل سيكافئه على صبره واحتسابه.

رابعًا: كيف نحافظ على قيمتنا عند الله؟

أيها الأحبة في الله، إننا نحتاج إلى أن نتذكر دوماً أننا عند الله غالٍ، وأن هذا يقتضي منا أن نحسن العبادة، ونخلص في العمل، ونتجنب المعاصي، ونسعى لتحقيق مرضاة الله سبحانه وتعالى.

  1. الإخلاص في العبادة: يجب أن يكون هدفنا في جميع أعمالنا هو وجه الله تعالى.
  1. الابتعاد عن المعاصي: المعاصي تؤثر على علاقتنا مع الله وتقلل من قيمتنا عنده.
  1. الصدق في القول والعمل: المؤمن الصادق يكون في أعلى مراتب القبول عند الله.
  1. الاعتراف بالفضل لله: نعرف أن الله هو الذي يرفعنا ويعزّنا.

الخطبة الثانية

الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

أيها المسلمون، في الخطبة الأولى تحدثنا عن قيمة الإنسان عند الله تعالى، وبيّنا كيف أن الله عز وجل قد كرّمنا وجعلنا من أفضل مخلوقاته، وأن هذا التكريم يستدعي منا أن نحسن العبادة والعمل، وأن نتحلى بالصبر عند الابتلاءات، ونستمر في مسيرتنا نحو مرضاته سبحانه وتعالى.

في هذه الخطبة الثانية، نستكمل الحديث عن كيفية الحفاظ على هذه القيمة العظيمة التي أكرمنا الله بها.

أولاً: التواضع لله عز وجل

أيها الأحبة في الله، من أهم صفات المؤمن الصادق هو التواضع لله. فالتواضع ليس معناه أن يضع الإنسان من قدر نفسه، بل أن يعترف بعظمة الله سبحانه وتعالى، ويعلم أن كل نعمة هي من فضل الله ورحمته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تواضع لله رفعه" (رواه مسلم).

فكلما تواضع المسلم لله، كان أقرب إلى الله، وأكثر حباً وقبولاً عنده. لذا يجب علينا أن نتجنب الكبرياء والغرور، وأن نذكر دوماً أننا لا شيء بدون رحمة الله.

ثانيًا: ضرورة الاستغفار والتوبة

أيها الإخوة، رغم أن الإنسان عند الله غالٍ، إلا أنه قد يقع في الخطأ. ولكن الله تعالى من رحمته وفضله جعل باب التوبة مفتوحاً أمام عباده المؤمنين. قال الله تعالى: "وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَحِيمًا" [النساء: 110].

التوبة نصوحاً والتوبة المستمرة هي الطريق الذي يرفع الإنسان عند الله ويجعله من أهل المغفرة والرحمة. فكلما أخطأنا، يجب علينا أن نستغفر الله، ونعزم على التوبة النصوحة التي تكون سببًا لرفع منزلتنا عند الله.

ثالثًا: الاهتمام بالعبادات الفردية والجماعية

أيها المسلمون، من الطرق التي نثبت بها أننا عند الله غالٍ هو التزامنا بالعبادات الفردية والجماعية. الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، والصدقة، والصوم، كلها عبادات تقربنا إلى الله، وتزيد من حسناتنا.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلّى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلّى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامَّة تامَّة تامَّة" (رواه الترمذي).

هذه الأعمال الصادقة التي نقوم بها لله عز وجل هي التي ترفعنا عنده وتزيدنا قيمة.

رابعًا: الدعاء والذكر المستمر

أيها الأحبة، لا ننسى أن الدعاء هو صلة العبد بربه، ووسيلة للرفع من مقامنا عند الله تعالى. عندما نرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء، يجب أن نعلم أن الله قريب يجيب دعوة الداعين. قال الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر: 60].

فلنحرص على الدعاء لأنفسنا ولأهلينا ولأمتنا، ولنكثر من ذكر الله عز وجل في كل حين، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن لَزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا" (رواه أبو داود).

خامسًا: الختام

أيها المؤمنون، تذكروا دائمًا أنكم عند الله غالٍ، وأنه يحبكم إذا كنتم مخلصين له في العبادة، متبعين سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. لا تيأسوا إذا لقيتم صعوبات، بل اعتبروا ذلك اختباراً من الله تعالى لرفع درجاتكم.

نسأل الله أن يرفع قدرنا عنده، وأن يجعلنا من الذين يسيرون على صراطه المستقيم، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.

اللهم اجعلنا من أهل الجنة، واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا ولإخواننا المسلمين.

اللهم آمين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

add_comment

إرسال تعليق