خطبة الجمعة: أنت عند الله غالٍ
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصره بتقوى الله، فتقوى الله فوز لنا في الدنيا والآخرة.
أيها الأحبة في الله، حديثنا في هذه الخطبة عن موضوع عظيم، يتعلق بذات الإنسان وكرامته عند الله عز وجل، موضوعٌ ينبعث منه الأمل والطمأنينة في قلب المسلم، ويبعث على التفاؤل والإيجابية في الحياة، ألا وهو: "أنت عند الله غالٍ."
أولاً: عظمة الإنسان في نظر الله تعالى
أيها المسلمون، إن الله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان وفضّله على سائر مخلوقاته. قال تعالى في كتابه الكريم: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" [الإسراء: 70].
لقد كرّمنا الله عز وجل بأن جعلنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم، وأعلى البشر منزلة. وإن هذا التكريم من الله يقتضي منا أن ندرك قيمتنا الحقيقية، وأن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يحب عباده المؤمنين ويعزهم، ويغفر لهم ويرشدهم.
ثانيًا: قيمة الإنسان عند الله في العمل الصالح
إن قيمة الإنسان عند الله لا تقاس بما يملك من مال أو منصب، بل بما يقدم من عمل صالح. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم).
فالإنسان عند الله غالٍ إذا كان قلبه صافياً ونية صادقة لله عز وجل، فإذا اجتهد في طاعته، وابتعد عن معاصيه، وأخلص في عمله، فالله سبحانه وتعالى سيكرمه ويجعله من أهل الجنة.
ثالثًا: ابتلاءات الحياة وأنت غالٍ عند الله
أيها الأحبة، قد يواجه الإنسان في حياته ابتلاءات وفتن، ولكن يجب أن يعلم أن هذه الابتلاءات ليست دليلاً على تقليل قيمته عند الله. بل إن الله عز وجل يبتلي عباده المؤمنين ليختبر صبرهم وإيمانهم. قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" [البقرة: 155].
الابتلاءات ترفع من درجات المؤمن، وتزيده قرباً من الله. والإنسان الذي يواجه تلك الابتلاءات بصبر، ويحتسب أجره عند الله، فإن الله لا يضيع أجره، بل سيكافئه على صبره واحتسابه.
رابعًا: كيف نحافظ على قيمتنا عند الله؟
أيها الأحبة في الله، إننا نحتاج إلى أن نتذكر دوماً أننا عند الله غالٍ، وأن هذا يقتضي منا أن نحسن العبادة، ونخلص في العمل، ونتجنب المعاصي، ونسعى لتحقيق مرضاة الله سبحانه وتعالى.
- الإخلاص في العبادة: يجب أن يكون هدفنا في جميع أعمالنا هو وجه الله تعالى.
- الابتعاد عن المعاصي: المعاصي تؤثر على علاقتنا مع الله وتقلل من قيمتنا عنده.
- الصدق في القول والعمل: المؤمن الصادق يكون في أعلى مراتب القبول عند الله.
- الاعتراف بالفضل لله: نعرف أن الله هو الذي يرفعنا ويعزّنا.
الخطبة الثانية
تعليقات
إرسال تعليق
add_commentإرسال تعليق